رسالة إلى ولدي
مباح لي العشق ... يا ولدي
ومباح لي الغناء ...وان انشد مواويل اللقاء
مباح هو الفرح ...في دوامة الصمت..
مباح هو البكاء ... يا ولدي...
جفت بأحداقي... دموع الكبرياء...
هزني الزلزال... وانطفأ الكون ياولدي...
حينما فقدت أمي...احترق المساء..
وتجمد الكون بأعماقي...
وتلاشى الضياء...
طيفك ياولدي... يرسم لي الأحلام...
ارنو.. انادي... انتظر..
في دمي..
وفي ذهني.. وكياني...
تثرثر ألف ذكرى...
واقرأ..
سطراً.. فسطراً..
واسير في الظلام..
والاقمار عناقيد الاسى...
طيفك ياولدي..
كالنهر.. كالبحر..
يرسم الآمال... ويعزف لي...
الحان الوداع..
وفي خافقي... تتبعثر الآهات...
وتتناثر بأعماقي.. أشلاء الرماد...
وبقيت لي.. ياولدي..
أباً .. وأماً.. وأخاً...
وصديقاً....
مباح لي ...
ان ارسم خارطة الالم
وابحر في زورق الاوجاع...
واتمتم.. وادور..
في صخب الموج.. وفي عتمة الليل..
وأغوص في وهج السنين...
دون لمسة حب..
او رعشة شوق .. أو حنان..
بلا أب.. بلا أم...
وبلاهوية... أو وطن..
يا ولدي ...
حينما رحلت أمي.. نحو السماء..
هزني الزلزال...
وغارت الدموع في عيني...
واختنق الحنين...
وتمزق الصمت..
وتنهد القلب الحزين...
وبكيت طويلاً...
وصرخت في وجه المستحيل...
تشــــــــدني الآهات....
والحسرات....
ومضيتُ وحدي تائهاً
يحرقني لهيب الجمر...
وينداح كالطوفان..
وفي صدري... عويل الهاوية....
ياولدي....
زرعتك في فؤادي...
سنابل عشق...وضياء
شوق...
وصفاء...
وأريج عطر..
ووفاء...
وينابيع حب..
زرعتك ياولدي...
وطناً.. وأرضاً... وعطاء...
وضياء...
ياولدي ...
زرعتك... أملاً... واشراقة
شمس....
وضياء فجر...
ورفعت وجهي...
للإلهة اتضرع...
ان تكون...
سليما.. قويا.. سعيداً...
ومشرقاً...
وان تكون...
ناجحاً... موفقاً...
لننشد معاً...
الحان اللقاء...
زنار عزام ــ المانيا