مذكرات مغترب الجزء الاول

 

أشلائي عبارة عن وريقات ومداد وقلم وأحاسيس وقلب ينبض بالامل ..وخمسة أطيار ..

حملت أشلائي وأسرعت نحو الطائرة العملاقة التي ستنقلني الى المجهول ..والتي

كانت تنتظر أخر مسافر ..وأخر نورس يتهاوى مع باقة من الازاهير ..هو كل

ما يملك من الحياة ..أطفال صغار ترتسم على وجوههم أحلام ..وبقايا ابتسامات رائعة

ودموع متحجرة في المآقي ..صعدت الطائرة أعقبتني بعدها ... زوجتي مع الاطيار والاْبتسامة جزء لايتجزأ من حياتها اليومية هي لاتعرف الحزن والبكاء والكآبة وتمقت الوجه الكئيب والدموع والمرارة والبكاء وتكره المرأة الضعيفة ..والكذب..فهي تضحك نائمة ومستيقظة تضحك حينما نتلاسن وقلما نتلاسن ..

وما يدهشني ويغيظني في آن واحد ذلك الهدوء والهدوء لاغير ..فهي نعمة من السماء وهبها

لي الله ..لست أدري .. هي سنديانة وشموخ ..ووفاء ..وحب ..وعشق ..وعنفوان ..وصدق ..فهي

حبيبة وصديقة حملت الاوجاع عني ومعي أربعين عاماً ونيف ولا تزال قلباًحنوناً لكل أحلامي

وأوجاعي وآلامي ..صعدنا الطائرة .. مسحت العرق المتصبب من جبيني..تطلعت من نافذة الطائرة

تمتمت ها نحن..ياعزيزتي ..نتجه الى..وبكيت بصمت ووضعت منديلاً أبيضاً فوق وجهي لئلا يراني الاْطفال الاطيار ضعفي ويأسي ..ومرارة الاوجاع التي أشعر وشعرت بها في تلك اللحظات ..لحظات توقف العالم في أعماقي ..مسكت زوجتي بيدي وتمتمت بصوت خافت حنون وكعادتها ..لا تخشى على

الاطفال ..لنا الله ..وعلى الله نتوكل ..وتطلعت نحوي بابتسامتها المعهودة ...قرأت ولاْول مرة

على وجهها آثار دموع متحجرة في مآقيها..وقالت ..بكاء الكتاب يا شاعر الاْحزان كعشق الاْرض

للمطر والاْزهار وحدها لاتصنع الربيع ....(أنا والاْطيار ربيع حياتك كما تقول لي دائماً..أيها الغالي..)

وضعت رأسها فوق كتفي وأغمضت عيينيها ..كان هدير الطائرة العملاقة يشق السماء .. أقلعت فوق الغيوم شدو الاْحزمة ..قالتها احدى المضيفات اللواتي أخذت في تلاوة تعليمات وتأكيدات وواجبات على

الركاب التقيد بها..في حالات الطوارىءليس الا ..بينما كانت احدى المضيفات تسير بهدوء وحذر شديد

لترسم من خلال ابتساماتها الاطمئنان على البقية الباقية من المسافرين الذين ارتسمت على وجوههم

الخوف ليس الا ..تطلعت نحو زوجتي مسحت عن وجهها آثار وبقايا مسيل دمع لم أعتاد على روْية

ذلك ..تمتمت كالهذيان ..استمرت الطائرة العملاقة في رحلتها ..وموسيقى خافتة ينساب من ميكرفون وضع فوق رأس كل مسافر ..تتوقف أحياناً تلك الاْنغام ..لتعلن أن الطائرة تعبر أجواء الدولة ..أو..كم بقي من الوقت موعد الهبوط..وهكذا لتعود الاْنغام ثانية ..,,,,(,ويليه الجزأ الثاني)

 

زنار عزم